بسم الله الرحمن الرحيم

Friday, October 29, 2010

الحكيم والصبي


يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة
لدى أحكم رجل في العالم‏..‏

مشي الفتى أربعين يوما حتي وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل‏..‏
و فيه يسكن الحكيم الذي يسعي إليه‏..‏
و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس‏..‏
انتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره‏..‏
انصت الحكيم بانتباه إلي الشاب
ثم قال له‏:‏ الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة
داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..‏

و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها
نقطتين من الزيت‏:‏ امسك بهذه

الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت‏.‏
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي الملعقة‏..‏
ثم رجع لمقابلة

الحكيم الذي سأله‏:‏ هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏ الحديقة
الجميلة؟‏..‏
و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏..‏
ارتبك الفتى و اعترف

له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة‏..‏
فقال

الحكيم‏:‏ ارجع وتعرف علي معالم القصر‏..‏
فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف

البيت الذي يسكن فيه‏..‏ عاد الفتى يتجول في القصر
منتبها إلي الروائع الفنية

المعلقة علي الجدران‏..‏ شاهد الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏
و عندما رجع إلي

الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي‏..‏
فسأله الحكيم‏:‏
و لكن أين قطرتي الزيت اللتان

عهدت بهما إليك؟‏..‏ نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏
فقال له

الحكيم‏:‏ تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة
هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب
أبدا قطرتي الزيت‏.‏

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء،
و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏
فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏

BY (RAZ)

0 التعليقات:

Post a Comment